محاكمة بين الفكر والنفس

بسم الله الرحمن الرحيم

محاكمة بين الفكر والنفس

يا ترى:
هل يحق لنا أن نضع هذه النفس القاصرة – في مقام الكشف وبيان المصالح – ميزاناً للقول والفعل!
أو نرفعها مرجعاً لبيان المعايير!
أو مؤشراً لتبني الحقائق!
يا ترى هل مات العقل حتى نلجأ الى العمى..!
لقد دخل على رسول الله (ص) رجل اسمه مجاشع, فقال: يا رسول الله, كيف الطريق الى معرفة الحق؟ فقال (ص): معرفة النفس.
فقال: يا رسول الله, فكيف الطريق الى موافقة الحق؟ قال (ص) مخالفة النفس.
فقال: يا رسول الله, فكيف الطريق الى رضا الحق؟ قال (ص): سخط النفس.
فقال: يا رسول الله, فكيف الطريق الى وصل الحق؟ قال (ص): هجر النفس.
فقال: يا رسول الله, فكيف الطريق الى طاعة الحق؟ قال (ص): عصيان النفس.
فقال: يا رسول الله, فكيف الطريق الى ذكر الله؟ قال (ص): نسيان النفس.
فقال: يا رسول الله, فكيف الى قرب الحق؟ قال (ص): التباعد من النفس.
فقال: يا رسول الله, فكيف الطريق الى انس الحق؟ قال (ص): الوحشة من النفس.
فقال: يا رسول الله, فكيف الطريق الى ذلك؟ قال (ص) الاستعانة بالحق على النفس.
إذن: لا بد من الحذر والحيطة والتنبه من قاموس النفس ودواعيها, فان فيها ما فيها من الشرة والبطر والجحد, مقابل منطق العقل وفطرة الخلق المطوية فيه.
علينا ان نلتفت بشكل حاسم نحو قيومية الله, الله خالق الخلق ومستخلف البشر, علينا أن نبادر الى التطلع نحو قاموس الوجودية, وربط هذا العالم الهائل العظمة بالله رب العالمين.
مفتاح المعرفة لضمان الامن الوجودي ومساره ان نعرف الله, نعرفه على نحو قيومي, له الامر والنهي, لا إله إلا هو سبحانه. فقد سئل الامام الكاظم عن ادنى المعرفة؟ فقال: "الاقرار بانه لا اله غيره, ولا شبه له ولا نظير, وأنه قديم, مثبت, موجود, غير فقيد, وأنه ليس كمثله شيء". أي: إله واحد أحد فرد صمد, غني بذاته لم يسبقه شيء. وكل ما في الوجود منه اليه.
وفي نص اخر عنه:- لما سئل عن الذي لا تجزئ معرفة الخالق بدونه؟ فكتب:- ليس كمثله شيء ولم يزل سميعاً وعليماً وبصيراً, وهو الفعال لما يريد". وقد سئل الامام الباقر عن الذي لا يجتزئ بدون ذلك من معرفة الخالق؟ فقال: ليس كمثله شيئ , ولا يشبهه شيئ, لم يزل عالماً سميعاً بصيراً.
إذن: لابد من معرفة الله تعالى, وانه لا يشبهه شيئ على الاطلاق, وانه القادر بذاته السميع البصير بذاته, العليم بذاته, الحي بذاته, الازلي بذاته. وانه الخالق الصمدي الحكيم, الذي ليس كمثله شيء, تبارك الله رب العالمين.
وقد قال الامام الحسين: "جاء رجل الى رسول الله (ص) فقال: ما رأس العلم؟ قال (ص): معرفة الله حق معرفته.
قال: وما حق معرفته؟ قال (ص): ان تعرفه بلا مثال ولا شبيه, وتعرفه الهاً واحداً خالقاً قادراً, أولاً وأخراً, ظاهراً وباطناً, لا كفو له, ولا مثل له, وذلك معرفة الله حق معرفته".
وعليه: معرفة الله رأس الحكمة وهرم العلم, ومبدأ النعمة, وأصل الاعتقاد, وأساس كل أساس, لا شيء من الوجود الا فرع عنه, له الامر والنهي تبارك الله رب العالمين.
وفي الرواية عن ابن عباس قال: "جاء اعرابي الى النبي (ص) فقال: يا رسول الله, علمني من غرائب العلم؟ فقال (ص): ما صنعت في رأس العلم حتى تسأل عن غرائبه! قال الاعرابي: وما رأس العلم يا رسول الله؟ قال (ص): معرفة الله حق معرفته. فقال الاعرابي: ما معرفة الله حق معرفته؟
قال (ص): أن تعرفه بلا مثل ولا شبه ولا ند, وأنه واحد أحد, ظاهر باطن, أول اخر, لا كفو له ولا نظير له, فذلك حق معرفته".
فمن عرف الله تعالى عرف مسيره ومساره الدنيوي والوجودي, والغاية التي من أجلها خلق, فعمل على توظيف قدراته وامكاناته في طريق العبودية العظيم في ساحة الله تعالى, وبين يدي محرابه.

جزاك الله خيرا أخي همسات
موضوع مميز ورائع جعله الله في ميزان حسناتك
تقبل مروري وفي انتظار جديدك

مشكووورة
اختي الغاليه على المرور العطر
تقبل الله منا ومنكم سائر الاعمال
ودمتي في حفظ الرحمن

عدد الرسائل : 11 تاريخ التسجيل : 02/08/2008

جزاك الله خيرا أخي همسات
تقبل مروري
اخوك
البراء المرهيب

عدد الرسائل : 11 تاريخ التسجيل : 02/08/2008

المرهبي

مشكوووووور
اخي الغالي على المرور الطيب
جزاك الله الف خير
ودمت في حفظ الرحمن

عدد الرسائل : 11 تاريخ التسجيل : 02/08/2008

عدد الرسائل : 3 العمر : 42 تاريخ التسجيل : 15/08/2008

بارك الله فيك اخى شيبه رومنسى

الله يعطيك العافية
كلام رائع جدا
يسلمووو

يسلموو على المووضع الحلو

يا حلو